هايدي واحدة من أكثر الروايات مبيعًا على الإطلاق ومن أشهر أعمال الأدب السويسري، وقد ترجمت من الألمانية إلى 50 لغة أخرى. وتحكي الرواية عن حياة فتاة صغيرة اسمها هايدي، كانت تعيش مع جدها في جبال الألب السويسرية في كوخ بعيد عن القرية. احتضنها الجد بالرعاية فعاشت في ظله أحلى سنين عمرها، ثم شاء القدر أن ترسل إلى فرانكفورت لتعيش مع أسرة ثرية كرفيقة لابنتهم كلارا البالغة من العمر اثني عشر عامًا. فهل ستبقى هايدي أسيرة قصر فرانكفورت أم ستعود مرة أخرى إلى حياة الجبل حيث الحرية والسعادة؟
نشرت الرواية عام 1881، ولم تزل مقروءة حتى يومنا هذا، إذ ترجمت إلى أكثر من 70 لغة في أنحاء العالم، وقيل إنها ترجمت إلى الإنجليزية وحدها ثلاث عشرة مرة!
أصبحت هايدي جزءًا من التراث السويسري، بل إنها تتصدر قائمة الشخصيات السويسرية الكبرى، وتفوقت على وليم تيل الشخصية الأسطورية، لأنها تحظى بشهرة أكبر من شهرته خارج سويسرا وغدت أحسن سفير لهذا البلد في القارات الخمس، على حد وصف موقع سويس إنفو.
أضحت "هايدي لاند" معلمًا سياحيًا يزوره السياح من كل أنحاء العالم، وتعد قرية مينفيلد مركز هذا المعلم، غير أن قرية أوبر فلز تغير اسمها إلى هايدي دورف، أي قرية هايدي.
لا تجسد هايدي حب الطبيعة النقية فحسب، بل إنها تدعو إلى حب الآخر، الذي يؤدي بالضرورة إلى حب الذات، ونحن "نحتاج اليوم في مجتماعنا المشتتة إلى هذه القيم التقليدية التي تقدم لنا هايدي بصورتها الحقيقية"، كما يقول جان ميشيل ڤِسمر، أستاذ الأدب السويسري.
لعلنا نحتاج إلى إعادة النظر في تعاطينا مع العالم اليوم، العالم بوجوهه المتعددة التي بتنا نفتقدها ونسيء معاملتها مثل الطبيعة والآخر والذات، وكل ذلك بحاجة إلى شيء من الرفق واللين والحب، وهايدي في هذا خير مرشد ودليل، ولا بد من أن يكون "الفرح نصيبنا في تلك الجنة المباركة" يومًا ما